عيد العرش: بالمغرب منذ اعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس عرش أسلافه الميامين
أخذت الإنتخابات بالمغرب مسارها الطبيعي،باعتبار أنها أضحت تجري بشكل منتظم،منذ اعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس عرش أسلافه الميامين،كما أن شفافيتها أضحت مشهود بها من قبل منظمات غير حكومية وطنية ودولية
ولم يكن هذا الإنجاز،الذي حقق تراكما على مدى عشر سنوات،وليد الصدفة،بل جاء نتيجة إرادة سياسية راسخة على صعيد أعلى مستوى في الدولة،من أجل تدعيم المسلسل الديمقراطي، وكذا بفضل مجهود متواصل من أجل تأهيل الترسانة القانونية الإنتخابية،بهدف إحاطة الإستحقاقات الإنتخابية بكل الضمانات
وبالفعل،فإن الإصلاحات المتخذة،والتي تهم تأهيل المشهد السياسي،وخفض سن التصويت والأهلية،والمشاركة المكثفة للنساء،وتخليق الحياة السياسية،تندرج في إطار الأوراش الكبرى التي تمت مباشرتها في عهد جلالة الملك محمد السادس
+ الديمقراطية،ورش كبير آخر في عهد جلالة الملك +
لقد تم ترسيخ الصرح الديمقراطي بموازاة مع الأوراش الإقتصادية الكبرى،وذلك بهدف تحقيق الإشعاع السياسي للمواطنين،وتعزيز مشاركتهم السياسية في الإختيارات الكبرى لبلدهم،وإشراكهم في تدبير الشؤون المحلية،وتمكينهم في نهاية المطاف من تحمل مسؤولياتهم في المجهودات المبذولة ببلدهم
وقد أبرز جلالة الملك،في مختلف خطبه الأهمية الخاصة التي تكتسيها الإستحقاقات الإنتخابية لترسيخ المسلسل الديمقراطي بالبلاد،وتكريس مبادئ نزاهة وشفافية ومصداقية الإستشارات الإنتخابية،بشكل يسمح ببروز خرائط سياسية تعكس واقع البلاد ووزن مختلف الفاعلين السياسيين
وكان جلالة الملك قد أكد مجددا،في خطابه إلى الأمة بمناسبة الذكرى الرابعة والخمسين لثورة الملك والشعب ( 20 غشت 2007 )،على التشبث التام بنزاهة الانتخابات وتخليقها،وبحرمة الاقتراع ،حيث قال جلالته: "بعون الله تعالى،تمكنا جميعا من توفير إطار عصري وفعال،محفز على المشاركة المواطنة،من معالمه البارزة: مدونة انتخابية حديثة،تفسح مجال المشاركة المتكافئة لكل الأحزاب في الاقتراع،قانون جديد لتأهيل الأحزاب وتمويل شفاف لعملها،حياد إداري إيجابي وحازم،مراقبة قضائية مستقلة،حضور فاعل للمجتمع المدني، ولوسائل الإعلام، في التوعية والمتابعة،فضلا عن التمثيل النسوي، الذي نريده أكثر إنصافا للمرأة
+ نزاهة وشفافية مشهود لهما على الصعيد الدولي+
لقد أكد اقتراع 12 يونيو الماضي،بشكل ساطع،التزام المملكة بجعل الإنتخابات الجماعية،الثانية في عهد جلالة الملك محمد السادس،مناسبة جديدة لهيكلة التمثيلية المحلية،التي تعتبر القاعدة الأساسية للديمقراطية والمجال الخصب لتفاعلها الإيجابي مع التنمية،كما أكد جلالته
ولدى افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الثانية من الولاية التشريعية الثامنة،أكد جلالة الملك أن الجماعات المحلية تعد "المحك الفعلي لترسيخ ثقة المواطن في الهيآت التمثيلية،لأنها مجالس مؤتمنة على حاجياته الأساسية ومعيشه اليومي
في سابقة بالبلاد،دعمت المرأة حضورها في المجالس الجماعية،من خلال انتخاب 3406 من النساء،مقابل 127 سنة 2003 . وقد تولت المرأة قيادة بعض الجماعات. ويرمي نظام (الكوطا) الذي تم اعتماده لفائدة المرأة،إلى تعزيز مشاركة المرأة،التي تمثل نصف المجتمع،والتي تضطلع علاوة على مسؤولياتها المهنية الى جانب الرجل،بنشاط هام داخل المنزل،وتربية الأجيال الصاعدة
+ انخراط مكثف للمرأة+
حقق المغرب تقدما كبيرا في هذا الشأن، تحت قيادة جلالة الملك،الذي كرس، بشكل تدريجي وسلس،حقوق المرأة،باعتبارها شريكة في كافة جهود التنمية بالبلاد. وقد أضفت المرأة لمستها الخاصة على هذا الجهد
لقد جرت الإنتخابات في جو من الهدوء والسكينة،وأجمعت التشكيلات السياسية ومراقبون وطنيون ودوليون على الطابع الشفاف والنزيه للإقتراع. وفي هذا السياق،اعتبرت الجمعية الدولية للدراسات الإستراتيجية (إيسا)،التي يوجد مقرها بواشنطن،في تقرير لها حول الإنتخابات الجماعية نشر في الرباط،أن هذه الأخيرة كانت من بين الإنتخابات "الأحسن تنظيما والأكثر شفافية
وأكد ملاحظو الجمعية أنه "لم يتم تسجيل أية خروق أو انتهاكات"،في العديد من مكاتب التصويت التي تم اختيارها بشكل عفوي عبر مختلف أنحاء المملكة
ومما مكن من تحقيق هذه النتائج الإيجابية اعتماد ترسانة قانونية هامة لتخليق المسلسل الإنتخابي وحياد الإدارة الترابية. وكانت وزارة الداخلية قد أعلنت،في هذا الشأن،عن اتخاذ إجراءات تأديبية في حق 505 من رجال وأعوان السلطة،تمثلت في الإلحاق بالإدارة المركزية،والتوقيف أو العزل بسبب عدم التزام الحياد
خاص* عيد العرش