عشر شخصيات تحلل عشر ملفات من عشر سنوات من حكم الملك محمد السادس
كثيرة هي زوايا النظر لحصيلة عشر سنوات من حكم الملك محمد السادس، وما ينجم عنها من استخلاص تحديات وأولويات العشرية القادمة، في هذا الملف، اختارت ''التجديد'' عشر ملفات كبرى، تمثل المحاور المفصلية لحركة المغرب مجتمعا ودولة، وتعدد هذه الملفات لا ينفي تقاطعها واشتراكها في عدد من القضايا، والتي يقف على رأسها التطلع الواضح عند المجتمع للتغيير الهادئ لكن العميق والشامل
لقد شهدت هذه العشرية حالات مد وجزر في مجموع تلك الملفات العشر، كما أن سرعة التقدم فيها كانت متفاوتة، إلا أنه من الواضح أن العطب المزمن في كل من نظامي التعليم (تأهيل العنصر البشري) والحكامة (استثمار العنصر البشري) جعل الكثير من رهانات التقدم تصطدم بواقع معقد من الإعاقات الذاتية والإكراهات الموضوعية، وهو ما يجعلنا نعتبر أن المغرب يتغير ، لكن وجهة التغير في محصلتها النهايئة تبقى غامضة، بفعل تأرجحها المستمر بين ما هو إيجابي وما هو سلبي
منذ بضع سنوات صدر تقرير الخمسينية، والذي قدم تشخيصا مؤلما لحصيلة خمسين السنة الماضية من التنمية البشرية بالمغرب، ليخلص إلى أن المغرب يوجد في مفتنرق طرق بين مسارين متعارضين، الأول تراجعي يضع المغرب على طريق التخلف والتفكك والانهيار، والثاني مسار ممكن ومأمول، ويضع المغرب على طريق النمو والتحديث، واليوم، وللأسف لا نجد أن المغرب قد حسم بشكل ملموس في السير في الطريق المطلوب، بل إن المتابع لتطورات الأحداث منذ انتخابات 2007 سيجد العكس هو القائم بانبعاث قوى سياسية هدفها الحقيقي هو خدمة السيناريو التراجعي، وذلك في مسار أخذ أبعادا استراتيجية ذات آثار حادة على مستقبل المجتمع والدولة في البلد. إن التفكير مدعو اليوم إلى بلورة مبادرات عملية قادرة على رفع راية الأمل في الغد، واستعادة مصداقية العمل العام، وبث روح التعامل بمسؤولية ووضوح مع تحديات المستقبل، وذلك عوض تبديد الرصيد المتراكم في العشرية الماضية في معارك استنزاف للقدرات الوطنية