مدونة الاسرة: ثورة هادئة للملك محمد السادس
على امتداد عقد من الزمن، خاض الملك محمد السادس، تدريجيا، ثورة هادئة من أجل بناء مجتمع عادل يمكن المرأة من حقوقها الكاملة ويجعل منها شريكا يتحمل نفس المسؤولية الاسرية مع الرجل ومواطنة منخرطة في جهود التنمية
كيف يتصور بلوغ رقي المجتمع وازدهاره والنساء اللائي يشكلن زهاء نصفه تحدد مصالحهن في غير مراعاة لما منحهن الدين الحنيف من حقوق هن بها شقائق الرجال، تتناسب ورسالتهن السامية في إنصافهن مما قد يتعرضن له من حيف أو عنف مع أنهن بلغن مستوى نافسن به الذكور في ميدان العلم أو العمل
بتلك الكلمات لخص الملك محمد السادس في خطاب ألقاه قبل عشر سنوات، بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب، إشكالية الوضعية العامة للمرأة المغربية، فكان من الأساسي إحداث تغيير جذري لتخويلها المكانة اللائقة بها في مجتمع معاصر، يكفل المساواة بين الجنسين بما يتلاءم ومقتضيات الدين الحنيف
وقد شكل الاهتمام الذي أولاه الملك محمد السادس للمرأة المغربية، وسيلة غايتها تمكين المجتمع المغربي من الانخراط في الحداثة، مسخرا في ذلك جميع مكوناته وكفاءاته من الجنسين
وفي الوقت الذي أعلن فيه محمد السادس عن سحب المملكة للتحفظات المسجلة بشأن الاتفاقية الدولية للقضاء على كافة أشكال التمييز ضد المرأة، في دجنبر 2008 بمناسبة الذكرى ال`60 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، كان المغرب بصدد استكمال حلقات سلسلة انطلقت مع إقرار مدونة الأسرة ثم اعتماد قانون للجنسية.