أمير المؤمنين الملك محمد السادس يؤدي صلاة الجمعة بمسجد ادريس الأول بفاس

فاس 14-3-2009

أدى أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس اليوم صلاة الجمعة بمسجد إدريس الأول بفاس

وأبرز الخطيب ، في مستهل خطبة الجمعة، الشرطين الأساسيين اللذين يقوم عليهما الإسلام في مذهب السنة والجماعة وهما العمل بالكتاب والسنة واعتبار القدر المنيف الذي يجب لآل النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، مؤكدا أن الجمع بين هذين الشرطين يقتضي جمعا لا تناقض فيه، أي أن نحب النبي (ص) ونحب آل بيته ونحب صحابته محبة على مقتضى الكتاب والسنة 

وقال إنه في الوقت الذي فرط فيه بعض الناس من المسلمين في أحد هذين الشرطين أو تمسكوا بواحد منهما على حساب الآخر، أكرم الله الأمة المغربية بالأمرين معا، لذا وجب عليها شكر هذه النعمة والعض عليها بالنواجد والتنبه واليقظة إلى كل تدخل أو دخيل يسيئ إلى هذه الثوابت أو يخدش هذه المقومات

وأضاف أن الله تبارك وتعالى ، كما جعل لرسله حواريين يرفعون راية الدين ، أكرم سبحانه وتعالى جيلا مباركا من هذه الأمة بصحبة رسول الله (ص)، ألا وهم الصحابة البررة الكرام الذين بذلوا الجهد الجهيد في نصرة الإسلام واسترخصوا نفوسهم للذود عن الرسول الكريم وأنفقوا أموالهم في سبيل الله ، وكل ذلك بإخلاص وصدق نية، مذكرا بأن هؤلاء الصحابة هم الذين بنوا الجماعة ودعموا وحموا ، بعد رسول الله ، حصن السنة وقد ثبتت عدالتهم جميعهم بثناء الله عز وجل عليهم

وأكد الخطيب أن من أعظم النعم الإلهية على المغرب أن جعل سبحانه وتعالى هذا البلد واحدا متوحدا في كل ما هو أساس للعبادة ومنهج للعقيدة ، فجعل المغاربة متبعين لمذهب السنة، مذهب الجماعة والإجماع، مذهب أبي بكر وعمر وعثمان وعلي بن أبي طالب رضوان الله عليهم

لذلك ، يضيف الخطيب، وجبت محبة هؤلاء الصحابة الكرام لأن حبهم دين وإيمان وإحسان، وبغضهم كفر ونفاق وطغيان، مذكرا بأن أبناء ذلك الجيل الأول من المسلمين قاموا بواجبهم في حماية هذا الدين أحسن قيام رغم ما تعرضوا له من محن قاسية وما تحملوه من أعباء كبيرة وما ضحوا به من دمائهم وأموالهم ، فنالوا بذلك ثواب ربهم ومحبة نبيهم وأصبحوا نبراس الأمة الإسلامية ومثالها الفذ

وأشار الخطيب إلى أن طائفة من الناس لم يرق لهم هذا التكريم لصحابة رسول رب العالمين فرددوا أقاويل باطلة واتهامات فاسدة حتى وصل الأمر بهم إلى النيل من الصحابة ، وهو ما لا يليق بالمسلم الحق الذي ينبغي ألا يكون في قلبه غل ولا حقد ولا كره للمؤمنين عامة فما بالك بمن اختارهم الله لصحبة رسوله الكريم وأثنى عليهم في كتابه وسنة رسوله.

وقال إن أهل المغرب ملوكا وعلماء وصلحاء وسائر عباد الله المؤمنين قد بنوا صرح هذه العقيدة وهذا التوحيد بحرصهم وتضحياتهم لذا فإنهم اليوم يعضون على هذا الصرح بالنواجد ما دام هو أصل وحدة المسلمين ولا يجوز التفريط فيه ، لاسيما في هذا العصر الذي تتربص فيه بالإسلام قوى الشر والعدوان

وفي الختام ابتهل الخطيب إلى الله تعالى بأن ينصر أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصرا مبينا ويمد في عمره ويبارك خطواته ويقر عينه بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن ويشد أزر جلالته بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد ويحفظه في كافة الأسرة الملكية الشريفة. كما تضرع إلى العلي القدير بأن يمطر شآبيب رحمته وغفرانه على الملكين المجاهدين جلالة المغفور لهما محمد الخامس والحسن الثاني ويسكنهما فسيح جنانه.