مستشار صاحب الجلالة : ثقافات وديانات شعوب المنطقة ينبغي أن تشكل جزءا من الحل للمشاكل القائمة في العلاقات الأورو-متوسطي

برشلونة25-05-2009
أكد السيد أندري أزولاي ، مستشار صاحب الجلالة ، رئيس المؤسسة الأورو-متوسطية (أنا ليند للحوار بين الثقافات)، أن ثقافات وديانات شعوب منطقة البحر الأبيض المتوسط، ينبغي أن تشكل جزءا من الحل للمشاكل القائمة، "وليس المشكل" في العلاقات الأورو-متوسطية

وشدد ال سيد أزولاي في حديث لصحيفة (لا بانغوارديا) الإسبانية ، نشرته اليوم الاثنين ، على أنه يتعين على أوروبا أن تضع حدا لهذه الإيديولوجية القائمة على صراع الحضارات، والتي أثرت منذ زمن طويل وأضعفت العلاقات بين دول وشعوب المنطقة. وقال "إنه يتعين أن تشكل ثقافاتنا ودياناتنا جزءا من الحل وليس جزءا من المشكل"، داعيا إلى "تغيير هذه المعادلة".

وبعد أن أبرز السيد أزولاي أن المجتمعات المدنية والثقافة والعلاقات الاجتماعية يجب أن تكون حاضرة في الاتحاد من أجل المتوسط، أكد على أهمية بناء فضاء أورو-متوسطي من الناحية المؤسساتية والإيديولوجية والاقتصادية، وحتى الأمنية دون نسيان "البعدين الثقافي والاجتماعي الهامين اللذين كانا يشكلان لحد الآن نقصا وأضعف حلقة في مسلسل برشلونة".

وقال "لا أؤمن باتحاد من أجل المتوسط فعال، إذا لم يتم بناؤه بمساهمة المجتمع المدني الذي سيمنحه مشروعيته"، مشيرا إلى أن ذلك "لا يتحقق من خلال إصدار مرسوم، ولكنه يتأسس عبر منطق التكافؤ لأن جميع القرارات تتخذ لحد الآن في الشمال".

وبخصوص الدور الذي يمكن أن يضطلع به الاتحاد الأوروبي والاتحاد من أجل المتوسط في تسوية النزاع بالشرق الأوسط، أكد السيد أزولاي أنه يتعين على "الاتحاد الأوروبي وفي المستقبل الاتحاد من أجل المتوسط، أن يصبحا فاعلين هامين في استعادة منطق السلام في منطقة الشرق الاوسط"، مؤكدا أنه يتوجب على الاتحاد الأوروبي "أن يضع حدا لتلك الإيديولوجية التي أثرت وأضعفت هذه العلاقة، ويتعلق الأمر بالصراع بين الحضارات".

واعتبر رئيس (أنا ليند للحوار بين الثقافات) أن الاتحاد الأوروبي "مطالب بأن يعمل بمزيد من الطموح والجرأة. وإذاك سيكون صوته مسموعا وسيؤخذ بعين الاعتبار خاصة بالبلدان العربية".

وبخصوص النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي وانعكاساته على الاتحاد من أجل المتوسط، أشار السيد أزولاي إلى أن "الحرب في غزة كانت مأساة كبيرة جعلتنا نرجع إلى الوراء. لكن ذلك لا يعني إعادة النظر في أسس الاتحاد من أجل المتوسط، بل على العكس فقد ساهمت في التأكيد مجددا على أهمية هذا الاتحاد".

وفي ما يتعلق بالتحديات التي ستواجهها إسبانيا لدى توليها للرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي سنة 2010، أعرب السيد أزولاي عن يقينه بأن "الرئاسة الإسبانية للاتحاد الأوروبي لن تكون رئاسة عادية لأنها ستواجه تحديات هامة، ويتعلق الأمر بالأزمة الاقتصادية وتعزيز مسيرة الاتحاد من أجل المتوسط في ظل هذه الأزمة".

وأضاف أن "هناك العديد ممن يعقدون آمالا كبيرة على الرئاسة الدورية لإسبانيا للاتحاد الاوروبي، أولا لأن المسلسل الأورو-متوسطي أو مسلسل برشلونة ولد بإسبانيا، وثانيا لأن الأمر يتعلق بفرصة تاريخية ثانية تمنح لإسبانيا"، مشيرا إلى أنه قد "حان الوقت للانتقال إلى سرعة أكبر في العلاقات الأورو-متوسطية